كتاب رحلة العود في بلاد العرب
![]() |
رحلة العود في بلاد العرب |
دراسة العود ومشاهير صناعه من البداية، وكيف تطور من فترة 1800-1950
رحلة العود في بلاد العرب:
سفر في نغم الهوية والتراث العربي
في عمق الصمت، قبل أن تنطق الحروف، كان هناك وترٌ يُحرّك الوجدان، وآلةٌ تنبض بروح الشرق... إنها العود، سيد الآلات الموسيقية العربية، ورفيق الشعراء، وسفير الحزن والفرح في آنٍ واحد. موضوع "رحلة العود في بلاد العرب" لا يحكي فقط عن آلة، بل عن حضارة كاملة سُطّرت بأنامل الفنّانين وبصدى الأنغام.
![]() |
رسم العود السبعاوي من منظورين، وحقيبته الخشبية والبنجق في موسوعة وصف مصر). المصدر : المكتبة الوطنية الفرنسية. |
العود: النشأة والبدايات الأولى
يُرجّح المؤرخون أن العود ظهر أول مرة في بلاد ما بين النهرين، قبل أكثر من خمسة آلاف سنة. كانت نسخته الأولى بسيطة في الشكل، لكنه كان يحمل نفس الوظيفة السحرية: نقل المشاعر من قلب الإنسان إلى الكون. ومع بزوغ نجم الحضارة العربية الإسلامية، أصبح العود مركز الموسيقى الشرقية، خاصة في العصر العباسي، حيث ازدهر الفن والعلم معًا.
العود المعاصر: بين التقاليد والتجديد
اليوم، يعيش العود بين عالمين: عالم التقليد حيث يحافظ على نقاوته التراثية، وعالم التجريب حيث يدخل في موسيقى الجاز، الفيوجن، والموسيقى الإلكترونية. الكثير من الفنانين الشباب أعادوا تقديمه بطريقة معاصرة، مما ساهم في انتشاره عالميًا.
كتاب رحلة العود في بلاد العرب:
هو كتاب موسيقي ثقافي يوثق سيرة آلة العود في العالم العربي، من جذورها التاريخية العريقة إلى حضورها المعاصر في صالات الطرب والمعاهد الموسيقية. يسلّط المؤلف الضوء على الدور المحوري الذي لعبه العود في تشكيل الهوية الموسيقية العربية، حيث كان رفيق الشعراء وصاحب المقامات، ومُلهم الملحنين من بغداد الأندلسية إلى القاهرة الحديثة.
مرت آلة العود عبر محطات مهمة في تاريخه من نشأته في الحضارات الشرقية القديمة، إلى تطوره في العصر العباسي، ثم انتقاله إلى بلاد الشام، مصر، والمغرب العربي، مع التوقف عند رموز عزف العود مثل زرياب، فريد الأطرش، نصير شمة، ورياض السنباطي.
كما يستعرض المؤلف خصوصيات العود من بلد إلى آخر، سواء من حيث الشكل، أساليب العزف، أو المدرسة الموسيقية التي ينتمي إليها، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه هذه الآلة الكلاسيكية في ظل طغيان الآلات الإلكترونية الحديثة.
الكتاب ليس فقط مرجعاً تاريخياً، بل أيضاً دعوة لتقدير التراث الموسيقي العربي، ولإعادة إحياء العلاقة الروحية التي ربطت الإنسان العربي بالعود كآلة تعبّر عن الحزن، الفرح، التأمل، والهوية.
![]() |
رسم لعازف شاب على العود السبعاوي كما ورد في كتاب عادات المصريين المحدثين وتقاليدهم لإدوارد لين. المصدر المكتبة الوطنية الفرنسية |
![]() |
شكلين المرآة العود المقترحة للسلم العربي والرومي قديما وأصوات السلم الشرقي أو الفارسي حسب أحمد أمين الديك. المصدر كتاب قانون أطوال الأوتار وتطبيقه على العود وما يشبهه. |
خاتمة رحلة العود في بلاد العرب:
رحلة العود في بلاد العرب ليست مجرد تنقل آلة بين البلدان، بل هي سفر في الوجدان العربي. العود ليس خشبًا ووترًا فقط، بل هو مرآة للثقافة، للإنسان، وللأصالة ورغم كل المتغيرات، ما زال العود يُنشد فينا ذاك السؤال الأبدي:
من نحن؟
ويجيب علينا بصوت دافئ:
أنتم النغمة التي لا تموت.
قواعد النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم